الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
- أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {والبلد الطيب...والذي خبث} قال: كل ذلك في الأرض السباخ وغيرها، مثل آدم وذريته فيهم طيب وخبيث. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال: هذا مثل ضربه للقلوب يقول: ينزل الماء فيخرج البلد الطيب نباته بإذن الله وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وأخرج ابن جرير عن مجاهد وأخرج ابن جرير عن قتادة وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضا فكانت منها بقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم ينفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. - أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول نبي أرسل نوح". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال: إنما سمي نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: إنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه. وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن مقاتل وجويبر. أن آدم حين كبر ورق عظمه قال: يا رب إلى متى أكد وأسعى؟ قال: يا آدم حتى يولد لك ولد مختون. فولد له نوح بعد عشرة أبطن، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما، فكان نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس، وهو أخنوخ بن يرد بن مهلايبل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وكان اسم نوح السكن، وإنما سمي نوح السكن لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه فهو أبوهم، وإنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله، فإذا كفروا بكى وناح عليهم. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: كان بين نوح وآدم عشرة آباء، وكان بين إبراهيم ونوح عشرة آباء. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق. وأخرج ابن عساكر عن نوف الشامي قال: خمسة من الأنبياء من العرب. محمد، ونوح، وهود، وصالح، وشعيب، عليهم الصلاة والسلام. وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس. أن نوحا بعث في الألف الثاني، وأن آدم لم يمت حتى ولد له نوح في آخر الألف الأول، وكان قد فشت فيهم المعاصي، وكثرت الجبابرة، وعتوا عتوا كبيرا، وكان نوح يدعوهم ليلا ونهارا، سرا وعلانية، صبورا حليما ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح، فكانوا يدخلون عليه فيخنقونه ويضرب في المجالس ويطرد، وكان لا يدع على ما يصنع به أن يدعوهم، ويقول: يا رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، فكان لا يزيدهم ذلك إلا فرارا منه، حتى إنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ويجعل أصابعه في أذنيه لكيلا يسمع شيئا من كلامه، فذلك قول الله وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة. أن نوحا بعث من الجزيرة، وهودا من أرض الشحر أرض مهرة، وصالحا من الحجر، ولوطا من سدوم، وشعيبا من مدين، ومات إبراهيم وآدم وإسحق ويوسف بأرض فلسطين، وقتل يحيى بن زكريا بدمشق. وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال: كانوا يضربون نوحا حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير قال: إن كان نوحا ليضربه قومه حتى يغمى عليه، ثم يفيق فيقول: اهد قومي فإنهم لا يعلمون، وقال شقيق: قال عبد الله: لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم "وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يحكي نبيا من الأنبياء وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون". وأخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبيد بن عمير الليثي. نحوه. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: كان قوم نوح يخنقونه حتى تترقى عيناه، فإذا تركوه قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم جهلة. وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن ماجة عن ابن مسعود قال "كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء قد ضربه قومه وهو يمسح الدم عن جبينه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي مهاجر الرقي قال: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في بيت من شعر، فيقال له: يا نبي الله ابن بيتا. فيقول: أموت اليوم وأموت غدا. وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهيب بن الورد قال: بنى نوحا بيتا من قصب فقيل له: لو بنيت غير هذا؟ فقال: هذا كثير لمن يموت. وأخرج ابن أبي الدنيا والعقيلي وابن عساكر والديلمي عن عائشة مرفوعا "نوح كبير الأنبياء، لم يخرج من خلاء قط إلا قال: الحمد لله الذي أذاقني طعمه وأبقى في منفعته، وأخرج مني أذاه. وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن مسعود قال: بعث الله نوحا فما أهلك أمته إلا الزنادقة، ثم نبي فنبي والله لا يهلك هذه الأمة إلا الزنادقة". وأخرج أبو الشيخ عن سعد بن حسن قال: كان قوم نوح عليه السلام يزرعون في الشهر مرتين، وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: ما عذب قوم نوح، حتى ما كان في الأرض سهل ولا جبل إلا له عامر يعمره وحائز يحوزه. وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم. أن أهل السهل كان قد ضاق بهم وأهل الجبل، حتى ما يقدر أهل السهل أن يرتقوا إلى الجبل ولا أهل الجبل أن ينزلوا إلى أهل السهل في زمان نوح. قال: حسوا. وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن وهب بن منبه قال: كان نوح أجمل أهل زمانه، وكان يلبس البرقع، فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى بوجهه لهم شبعوا. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن ابن عباس قال "لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال: لقد مر بهذا الوادي هود وصالح ونوح على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم العباء وأرديتهم النمار، يلبون يحجون البيت العتيق. وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدهر، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر وأفطر الدهر". وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي والصفات عن عبد الله بن عمرو "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاصر عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء، وأنهاك عن الشرك والكبر". وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمكم ما علم نوح ابنه؟ قالوا: بلى، قال: قال آمرك أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فإن السموات لو كانت في كفة لرجحت بها، ولو كانت حلقة قصمتها، وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق. - أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك وأخرج أبو الشيخ عن السدي وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد - أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن الشرفي بن قطامى قال: هود اسمه عابر بن شالخ بن أرفشخد بن سام بن نوح. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: يزعمون أن هودا من بني عبد الضخم من حضرموت. وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس قال: كان هود أول من تكلم بالعربية، وولد لهود أربعة: قحطان، ومقحط، وقاحط، وفالغ، فهو أبو مضر، وقحطان أبو اليمن، والباقون ليس لهم نسل. وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق ابن إسحق عن رجال سماهم ومن طريق الكلبي قالوا جميعا: إن عادا كانوا أصحاب أوثان يعبدونها، اتخذوا أصناما على مثال ود، وسواع، ويغوث، ونسر، فاتخذوا صنما يقال له: صمود، وصنما يقال له: الهتار، فبعث الله إليهم هودا، وكان هود من قبيلة يقال لها الخلود، وكان من أوسطهم نسبا وأصبحهم وجها، وكان في مثل أجسادهم أبيض بعد أبادي، العنفقة، طويل اللحية، فدعاهم إلى الله، وأمرهم أن يوحدوه وأن يكفوا عن ظلم الناس، ولم يأمرهم بغير ذلك، ولم يدعهم إلى شريعة ولا إلى صلاة، فأبوا ذلك وكذبوه، وقالوا: من أشد منا قوة؟ فذلك قوله تعالى وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم قال: كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي. أن عاد كانوا باليمن بالأحقاف، والأحقاف: هي الرمال. وفي قوله وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم، وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة، وكان عين الرجل ليفرخ فيها السباع، وكذلك مناخرهم. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال: كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال: كان الرجل في خلقه ثمانون باعا، وكانت البرة فيهم ككلية البقر، والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن ينقلوه، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها. وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ثور بن زيد الديلمي قال: قرأت كتابا: أنا شداد بن عاد، أنا الذي رفعت العماد، وأنا الذي سددت بدرا عن بطن واد، وأنا الذي كنزت كنزا في البحر على تسع أذرع لا يخرجه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن بكار عن ثور بن زيد قال: جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط فعجبت. قالوا: تعجب من هذا؟ قلت: والله ما رأيت أطول من ذا قط...! قالوا: فو الله لقد ساقا أو ذراعا فذرعناها بذراع هذا، فوجدناها ست عشرة ذراعا. وأخرج الزبير بن بكار عن زيد بن أسلم قال: كان في الزمن الأول تمضي أربعمائة سنة ولم يسمع فيها بجنازة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله رجس وغضب؟ قال: الرجس: اللعنة، والغضب: العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر وهو يقول: إذا سنة كانت بنجد محيطة * وكان عليهم رجسها وعذابها
|